نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 304
من أن»
أكون مقصرا في تعظيمه وتوقيره والتأدب معه صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كل ساعة ألوم وأقول: بأي وجه أواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ذو جرم كبير كثير التقصير، منهمك في اللذات، غارق في بحار الغفلات، غير مكترث بالطاعات، ولا مجد على العبادات، ولم يزل هذا الوارد معي لا يفارقني، فالله أسأل أن يجعلني من المقبولين المرضيين غير المطرودين المحرومين، وأن ينفعني بزيارته صلى الله عليه وسلم، ويحشرني تحت لوائه، آمين.
[العقبة السوداء، الشربة، العلم السعدي]
ومررنا في طريقنا على العقبة السوداء، وعلى الشربة، والعلم السعدي، ديار بني عبس، هكذا قيل والظاهر أنه لا يصح. وهذه المرحلة لا قلعة فيها، وماؤها من أعذب المياه، والمسافة ثمانية عشر فرسخا لكنا قطعناها بعشرين ساعة.
[وادي القرى]
وتليها مرحلة وادي القرى «2» ، وهي بين جبلين، ذات رمل، وفيها بئر ماء عذب، والجملة (176 أ) تقول بئر القرى، والأعراب تسميها بئر جبر، والمسافة خمسة عشر فرسخا بقي منها إلى المدينة المنورة مرحلة واحدة، ولما سمعتهم يقولون غدا ننزل المدينة زاد خوفي وقلقي واضطرابي وعويلي، حتى كأني مطالب بثأر، أو مقدم لقصاص، فتمثلت بقول القائل:
قالوا غدا نأتي ديار الحمى ... وينزل الركب بمغناهم
وكلّ من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم
قلت فلي ذنب فما حيلتي ... بأي وجه اتلقاهم
قالوا أليس العفو من شأنهم ... لا سيما ممن ترجّاهم
وقد خمست هذه الأبيات منذ مدة والوجل الأول ازداد وتضاعف حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخوفا من أن أطرد وأرد، أعوذ بالله من ذلك، ولا حول ولا قوة إلا
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 304